يوم السبت 21/12/2013 (وهو يوم عطلة رسمية في ليبيا) وبينما كان الليبيون يتابعون أخبار القبض على (هيثم التاجوري) في مطار بروكسل (بلجيكا) منذ الخميس الماضي ومنعه من دخول أوروبا حيث يتردد بأنه تحايل على تأشيرة شينجن (Schengen) فقد قام بالحصول عليها من بولندا، لكنه حاول الدخول إلى أوروبا عن طريق بلجيكا، وهو يعتبر مخالفة لبنود التأشيرة، لذلك تم احتجازه في المطار وبعد ذلك تم ترحيله إلى الدار البيضاء (المغرب) حيث أستقبله القنصل الليبي هناك حسبما يتردد من معلومات.
وفجأة وعلى تمام الساعة 13:00 أنقطعت خدمة الإنترنت تماماً عن العاصمة الليبية طرابلس والمدن المجاورة لها (أي عن المنطقة الغربية بالكامل) على مشتركي شركة ليبيا للإتصالات والتقنية (LTT) بينما أستمرت الخدمة للمشتركين في المنطقة الشرقية، ولم يتأثر المشتركين عبر الأقمار الصناعية والمشتركين في الشركات الأخرى المشتركة كذلك بخدمات الأقمار الصناعية.
بالنسبة لي كنت مشتركاً عن طريقة الانترنت اللاسلكية (WiMax) وأستطعت الدخول على أجهزة الإستضافة في شركة (LTT) لكنني لم أستطع الوصول لأي مواقع خارج ليبيا، وعرفت حينها أن الربط ما بين العالم الخارجي وليبيا قد تم قطعه، وفي الماضي ينتج ذلك عن إحدى أمرين: إنقطاع وسيلة الاتصال مثلما حدث مع إنقطاع الكابل البحري مابين ليبيا وأوروبا أو فصل إجباري بفعل فاعل، ولحسن الحظ عادت إنترنت قليلاً لمدة نصف ساعة تقريباً وأنقطعت من جديد.
خلال الفترة البسيطة أتضحت القصة: مجموعة من المسلحين (حوالي 30 مسلح) قاموا بالدخول إلى مبنى شركة ليبيا للإتصالات والتقنية وهي الشركة المزودة لأكبر عدد من المشتركين في ليبيا بخدمات الإنترنت، وطالبوا (كما يقال) بقطع خدمات الإنترنت عن شرق ليبيا بسبب إغلاق الموانئ النفطية في الشرق، تم أرتفع سقف مطالبهم بإقصاء (حكومة رئيس الوزراء علي زيدان) ! وإلا سيقومون بتفجير غرفة التحكم الرئيسية بخدمات الإنترنت ومبنى شركة ليبيانا للهاتف النقال.
وأنتشرت قصة العصابة التي أقتحمت شركة (LTT) وقطعت خدمات الانترنت عن أغلب مدن ليبيا، وهو ما سيسبب ربكة كبيرة خصوصاً لشركات السفر والسياحة، والمصارف والجهات العامة المعتمدة على خدمات الأنترنت، خصوصاً وأن اليوم التالي سيكون بداية أسبوع جديد يعتبر مهماً لأنه أخر أسبوع في سنة 2013، وما يصاحبه من نشاط إقتصادي ومالي، ناهيك أننا كنا في أزمة إنقطاع البنزين وقبلها إنقطاع الكهرباء والماء والنفط والغاز، وننتظر أزمة الخبز بسبب عدم دفع قيمة الدقيق المستورد.
المهم أنه في أخر اليوم تم إعادة خدمات الإنترنت فجأة كما أنقطعت فجأة!